Monday, February 4, 2013

عمه فعينك يا نوخذا


سأنقل في هذه التدوينة بعض من التراث النسوي الخاص بأهل البحر في البحرين من كتاب صناعة الغوص لعبدالله خليفة الشملان.





يذكر الشملان فن المراداة وهو فن من الفنون النسوية في الخليج، وهو عبارة عن رقصة شعبية تقوم النساء بها ارتقاباً لوصول البحارة بعد نهاية موسم الغوص أو في الأعياد. وهو أيضاً نوع من التحايل على الانتظار الذي يمتد لأربعة أشهر، فالنساء يتخيلن ما يقوم به الغاصة على المركب، ويتخيلن بأنهن معهم على المركب، ويخططن لاستقبال الغاصة عند وصولهم، ويناشدن النوخذا بالرفق برجالهن.




ومما تنشده النساء: 

يرحني لفطام -- ياخوي واخشمي -- يرحني لفطام
بحور الظلام--  والحير ودتني  -- بحور الظلام


تشتكي من شدة ضغط الفطام (المشبك) على الأنف.
وتشتكي من ثقل الحير (هو الثقل الذي يسرع بالغواص الى الأعماق).  تتقمص النساء دور الغواص (زوجها، ابنها، أخوها، الخ) المتعب وتنشد بلسانه.




ليت من جل وياه -- جل الغضى -- يا ليت من جل وياه
باسمع حكاياه -- باقعد على الفنه -- وباسمع حكاياه
باغوص وياه -- لي غوصوه الهير -- باغوص وياه
باير (أجر) وياه -- في يرة الميداف -- باير وياه


تتمنى المرأة مساعدة الغواص، وتتخيل أنها معه فوق المركب تسمع وتغوص وتجر.

يدفوها (جدفوها) على السيف -- ام الحنايا -- يدفوها على السيف
تير المياديف -- كلها صبيان -- تير المياديف

 
أم الحنايا (اسم مركب في البحرين).  تتخيل النساء عودة الغاصة من رحلتهم.


لا تصلب عليهم -- يا نوخذاهم  -- لا تصلب عليهم
غصب عليهم --  ترى البحر بارد -- غصب عليهم
قطع ايديهم  -- ترى احبال الغوص -- قطع ايديهم



وعن حالة الانتظار والصبر ينشدن:

طي الحصيري --  يا ذا الشهر بأطويك -- طي الحصيري
وييني (يجيني) عشيري -- شهرين والثالث -- وييني عشيري
طي القريطيس -- يا ذا الشهر بأطويك -- طي القريطيس
ويون الغواويص -- شهرين والثالث -- ‬ويون الغواويص



الرازجي من لجليعة -- يانا هبوب --الرازجي من لجليعة
مادرت كم بيعه -- ان العفيفة -- ما درت كم بيعه
الرازجي بنت شيطان  -- اللي تحط -- الرازجي بنت شيطان


الرازجي نوع من ورد الفل تتزين به النساء ،ولا تتزين المرأة في غياب زوجها.  والنساء يتخيلن الغاصة وهم يتكلمون عن عفة نسائهم.

عندما يمر العيد والغاصة في البحر يقلن:

عيدوا به على الهير  عيد الضحايا عيدوا به على الهير
تيس ولد تيس، اللي عيد بهم تيس ولد تيس
(أي النوخذا)


عن "لعبة النساء والبحر" كما يسميها عبدالله الشملان. 

يجتمعن على ساحل البحر، ويقمن باحراق الحطب والقفز والالتفاف حول النار. يحرقن سعف النخل و"يجوون" به البحر.

توب توب يا بحر  شهرين والثالث دخل
توب توب يا بحر ما تخاف من الله يا بحر
يا بحرنا يا الييد هات سنبوك السيد
يا بحرنا يا الجديد هات سنبوك البديد


 
يا الله بريح زلزلات تلوثهم على الحالات
لا أنير (أنجر) ولا آلات
 
‫*‬أنير (أنجر) المرساة: أصلها لنكر من الفارسي

يبهم يبهم خاطفين بجيبهم. (ينطلقون مبحرين بشراع صغير)

ما تخاف الله نوخذا الحبل قصص ايديهم نوخذا
ما تخاف الله نوخذا ستين روبية نوخذا
ما تخاف الله نوخذا قلة ويونية نوخذا
ما تخاف الله نوخذا عمى فعينك نوخذا


وينشدن أيضاً
حطينا الحنا وبار  نشكيك عند الجبار.

*الرسومات بريشة الفنان مصطفى الرزاز



No comments:

Post a Comment

تعليقات