Sunday, August 5, 2012

 مقطع من مذكرات أحمد لطفي السيد:ـ
 "
من هؤلاء أيضاً المتلفسفة المتطيرون الذين يأخذون على ظاهرة قول ملك المفكرين أبي العلاء المعري. يجارون بالشكوى من سوء العيش، يغلون في تقدير متاعب الزواج. ويجنبون على احتمال العناية بالأولاد، ويفضلون الرهبنة والعقم لا خوفاً من الفقر، ولا فراراً من الذل، بل حرصاً على راحتهم وارضاء لأنانيتهم.  يأخذون من الوجود ولا يعطون، يستدينون ولا يؤدون، كأني بأولئك لا يرون الولد الا ثمرة لذة طائفة، ولا يشعرون بمكانة الأبوة وطهارتها ولذتها التي لا تعدلها لذة عند الذين أوتوا قلوباً تعرف أن تحب، وصدوراً رحبة اللذائذ والآلام على السواء، ونفوساً كبيرة تستحي أن تكون مدينة للوجود لا دائنة، مستهلكة غير منتجة. أولئك هم الآباء والأكفاء لشرف الأبوة، وأولئك هم أسعد الانسانية الأكرمون"ـ.