Thursday, April 11, 2013

رسالة السكاكيني الى ابنه

خليل السكاكيني يرد برسالة على ابنه سري الطالب في أمريكا
من كتاب (كذا أنا يا دنيا) لخليل السكاكيني ١٩٥٥ (نشر بعد وفاته)ـ

يسألوني ماذا يتعلم سري؟
فأقول: لا يتعلم شيئاً ولكنه يعيش كما يشاء ويشاء له الهوى
يسألونني: ماذا يعمل اذا رجع؟
فأقول: قد لا يعمل شيئا
يقولون: وما اختصاصه؟
فأقول: يلعب التنس ويسبح ويصارع ويأخذ دروساً عالية في الموسيقى
يقولون: لماذا لا ترسله الى بلاد الانكليز فإن الشهادة يحملها من بلاد الانكليز أدعى لرواجه في هذه البلاد.
فأقول: وهل تظنون انه يتعلم ليروج عند الانكليز؟
يقولون: الى أي شيء يميل؟
فأقول: الى الأدب العالمي
فيقولون: وما قيمة الأدب؟
فأقول: نحن نحب ذلك.

أشكر الله ألف مرة يا سرى أنك تتعلم لتفهم الانسان والمجتمع فهماً أوسع وأصح مما اعتاد الناس أن يفهموا. لا أستطيع الآن أن أعلق على كل ما جاء في رسالتك الطويلة الجميلة، وكل تعليقاتك تشف عن بصيرة نيرة وأدب عال وأسلوب لبق رشيق، ولو أردت أن أعلق على ما علقت عليه لما عدوت كلماتك، فأنت أنا وأنا أنت، وحسبنا ذلك فخراً ورزقنا على الله.

عش ما بدا لك يا سري حراً طليقاً وارفع رأسك عالياً وانعم ولذ ولا تبال.


No comments:

Post a Comment

تعليقات