Wednesday, May 9, 2012

موت لاعب

موت مفاجئ


لا أعلم كيف ذهب بي النقر في اليوتيوب الى أن وصلت الى فيديو للاعب مجري يسقط ميتاً على أرض الملعب وهو في الـ ٢٤ من عمره. لقد كان مبتسماً بعد أن أنذره الحكم، ثم انثنى ووضع يديه على ركبتيه ثم بدأ يترنح وسقط كدمية مهملة. بعدها أخذت الكاميرا لقطة لزميله اللاعب الذي وضع يديه على رأسه وصرخ والتفت وكأنه يبحث عن من ينقذه هو الاخر من موته الوشيك.ـ

لقد عصر قلبي مشهد الموت هذا ومن حسن حظه وتعسه أنه لم يكن لقائي الأول مع الموت. ان من يرى الموت أمامه لا بد ان يتغير شيء بداخله الى الأبد. كلنا نسمع بالموت ونحزن ونتكلم عنه ونحزن ايضاً، لكن "خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به،،، "ـ فأن بدر الموت ساطع وحقيقي لأقصى حد.ـ بعد الموت الأول الذي تشهده تدرك ان شيئاً فعلياً قد حدث، تدرك أنك أمام شيء صادق حقيقي مباشر يلمس جوهر الجوهر. انه أكبر منك وأكبر من الدنيا وقلبك الذي كنت تعتقد أنه يسع لكل شيء.ـ

لحظة رؤية موت اللاعب على أرض الملعب استحضرت فيها لقاء جلجامش الأول مع موت صديقه أنكيدو أمامه الذي ظل يتقلب لسبعة ايام وليال قبل ان انتزعت روحه منه وانتهى من أمام بصر الملك الجبار جلجامش. هو  أيضاً عندما رأى صديقه ميتاً أمامه تلفت باحثاً عن اجابة لكل شيء في لحظة وجد شديدة. لكن جلجامش توجه الى اله الآلهة وعبر بحار الموت السبع التي لم يقدر عليها أحد على الاطلاق، ووصل الى أوتنابشتم الذي أباح له بسر الخلود،ـ

لكن ليس للاعب الذي رأى صديقه الذي ابتسم ثم انثنى ثم خر ميتاً
على حشيش الملعب سوى وضع يديه على رأسه دون معرفة الطريق الى اوتنابشتم ولا بحاره السبع.

وليس لي أنا في مواجهة نقرة على اللاتبوب التي أفضت الى موت الا الالتفات حولي والهمس في قلب الفوضى :"انا هنا".ـ

No comments:

Post a Comment

تعليقات